حكى المرحوم الحاج السيد علي الشبّر قال: توفي في زمن السيد إسماعيل الصدر رحمه الله أحد تجار طهران، وكان قد جعل ثلاثة أوصياء لينفّذوا له ثلاث وصايا. وكانت إحدى وصاياه أن يدفن بوادي السلام في النجف الأشرف، وحيث إن الطريق بين النجف وكربلاء لم تكن آمنة، اضطروا لأن يودعوا جسده الأرض في وادي «الأيمن» بكربلاء بعنوان أمانة حتى إذا عادت الطريق آمنة نقلوه إلى النجف لدفنه. وبعد ستة أشهر من دفنه أصبحت الطريق آمنة فتقرر العمل بوصيته ونقل رفاته إلى النجف، ولكن أوصياءه الثلاث رأوه بأجمعهم في المنام ـ في الليلة التي تقرر أن ينقل في صباحها ـ وهو يقول لهم:
لقد تبدّل رأيي، فلا تنقلوني من مكاني، والسبب في قراري هذا أن مولاي أمير المؤمنين سلام الله عليه يأتي كل ليلة جمعة لزيارة ولده الإمام الحسين سلام الله عليه، وفي طريق مجيئه وعودته يقف على وادي الأيمن يقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها إلى الأموات، فكان ثواب هاتين السورتين من كل أسبوع يقَّسم على الأموات هنا، وكانت حصَّتي تكفيني بحيث أبقى في راحة وأمن وبركة ونعيم حتى الأسبوع التالي.
تحيّر الأوصياء الثلاثة فذهبوا إلى السيد إسماعيل الصدر ونقلوا له القصة، ففكّر قليلاً ثم قال لهم: دعوه في مكانه ولا تنقلوه.
جاء في الروايات الشريفة: «إنّه سيدفن هناك ـ أي بوادي السلام ـ رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر»(1) وهذا يعني أن الناس كانوا يدفنون في هذا الوادي منذ عصر مولانا رسول الله والإمام أمير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما. حتى أن المقابر السنية فيها كثيرة أيضاً.
فسأل سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، أحد الحاضرين: هل الدفن في وادي السلام أولى أم الدفن في وادي الأيمن؟
فقال: إن لكل منها ميزة، فمن يدفن في وادي السلام يعفى من سؤال منكر ونكير. أما الذي يدفن في وادي الأيمن فلا يتعرّض لضغطة القبر.
وقال أحد الحاضرين أنه عندما مات أبو الملك محمد الخامس (ملك المغرب) أوصى أن يؤتى له بتراب من أرض كربلاء ليدفن فيه، فنقلوا الى المغرب ملء سفينة من تراب كربلاء.
فقال السيد الشيرازي دام ظله: ورد في الروايات أنه يستحب أن يوضع في القبر شيء من تربة كربلاء؛ فلقد وضع مولانا الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما شيئاً منها في قبر شطيطة وقال: من الطين. والطين في الروايات يعني تربة الإمام الحسين سلام الله عليه.
--------------------------------------------------------------------------------