محمد الناصري مشرف
عدد الرسائل : 244 تاريخ التسجيل : 18/07/2008
البطاقة الشخصية SMS العضو :-: مزاجك: سعيد الانمي المفضل: الفيلب الحزين
| موضوع: نبّاش القبور الأربعاء يوليو 23, 2008 10:26 pm | |
| نباش القبور
روي عن سعيد بن جبير (رض) انه قال : بينما نحن جلوس في مجلس ابن عباس (رض) إذ وقف رجل بين يديه فقال : يا ابن عباس ما أذل العاصين بين يدي الله تعالى وما أحسن المبادرين الى طاعة الله تعالى ! يا ابن عباس ما غفل المذنبين عن قرب الجليل ، واشد تخليط من لم يوفق بالرحيل ! .
قال : ثم خرج فقام الى ابن عباس بعض جلسائه فقال له : يا ابن عباس ان هذا الفتى نباش وإنما يستتر بهذه المقالة ، فإذا جن عليه الليل خرج إلى المقابر فنبش فيعرى الموتى من أكفانهم . قال ابن عباس : لا اصدق مثل هذه حتى أراه بعيني والمسه بكفي . فقال له الرجل : ان شئت لأرينك ذالك فقال : قد شئت . فلما هجم الليل اذ الفتى قد اقبل وفي يده اليمنى قنديل وفي اليسرى غل حتى توسط المقابر ، ثم رمى بطرفه شاخصا وقال : سلام عليكم أهل مضايق اللحود ، ومطعم البلاء والدود ، ما ابعد سفركم ، وما أوحش طريقكم ، ارتهنتم بأعمالكم ، وقطعتم دون آمالكم ، سبقتمونا فلبيتم ، وأجبتم قبلنا إذ دعيتم ، ونحن للقدوم عليكم منتظرون ، وللمنهل الذي وردتموه واردون ، فبارك الله لنا ولكم على القدوم عليه ، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صرتم إليه .
ثم نزل في قبر قد احتفره لنفسه فوضع خده على شفيرة اللحد وجعل ينادي : ياويلتي اذا دخلت في قبري وحدي ، ونطقت الأرض من تحتي ، فتقول لي : لا مرحبا ولا أهلا ، ولا سعة ولا سهلا بمن كنت امقته وهو على ظهري ، فكيف وقد صرت اليوم في بطني لأضيقن عليك إرجائي ، ولأذيقنك مكروه بلائي ، ويلي اذا خرجت من لحدي ، حاملا وزري على ظهري وقد تبرأ مني أبي وأمي . بل ويلي من طول كذبي اذا اسمعني منادي ربي :
أين فلان ابن فلان فأبرزت من بين جيرتي ، وقد بدت إلى الناس سريرتي ، وقمت عريانا ذليلا ، وقاسيت كربا طويلا . ثم أساق إلى ارض القيامة للعرض ، والوقوف بين جبار السموات و الأرض ويلي إذا وقفت إمام ربي فقال لي : (عبدي استترت بمعصيتي عن المخلوقين ، وبارزتني بها وانا عليك من اكبر الشاهدين ، أفكنت عليك من أهون الناظرين إليك ؟
ثم خر مغشياً عليه فلما أفاق رفع رأسه إلى السماء فقال :يا ذخري وذخيرتي ومن هو اعلم بطويتي وسريرتي ، يامن عليه اعتمادي في حياتي ، ومن اليه الجأ بعد مماتي ، لا تخذلني بعد الموت ، ولا توحشني في قبري يا سامع كل صوت ...
فلما سمع ابن عباس مقالته لم يتمالك ان يسعى حتى وقف على شفيرة القبر وجعل ينادي : لبيك لبيك حبيبي ما أنبشك للذنوب والخطايا ، هكذا تنبش الذنوب و تمزق الخطايا ،
عباد الله اعملوا لظلمة القبر قبل فوات العمل، وبادروا بالتوبة قبل انقضاء الأجل و أشعلوا في قلوبكم نيران الخوف والوجل | |
|